تمكن علماء من حل شفرة التركيب الجزيئي للسم الذي يجعل مرض الجمرة الخبيثة مهلكا، وهو اكتشاف قد يعزز جهود البحث عن علاج أفضل للمرض.
وقال وي جن تانغ المتخصص في علم الميكروبات بمعامل أبحاث بن ماي للسرطان في جامعة شيكاغو "عملنا بجد لمحاربة الجمرة الخبيثة، ولدينا الآن التركيبة التي تساعدنا على تطوير عقاقير أفضل". وأضاف أن الاكتشاف الجديد الذي نشر في مجلة نيتشر العلمية قد يعني اتجاها جديدا لعلاج الجمرة الخبيثة وأمراض بكتيرية أخرى منها مرض له صلة بالسعال الديكي وكذلك العدوى التي تنتقل بالمستشفيات والأمراض التي يستعصي علاجها بأقوى أنواع المضادات الحيوية.
ويمكن أن تقتل المضادات الحيوية جرثومة الجمرة الخبيثة لكنها لا تقضي على المواد السامة التي تفرزها. ويساعد العلاج الجديد الذي يعتمد على التركيب الجزيئي في إيقاف مفعول المواد السامة.
وقد أمضى تانغ وفريقه ثلاثة أعوام في دراسة ما يسمى بعامل الاستسقاء ووجدوا أنه غير ضار حتى يتصل ببروتين يعرف باسم كالمودولين في الخلايا المصابة ويؤدي اتحادهما لتغير هيئة المادة السامة لتصبح مهلكة، ويبين التركيب الثلاثي الأبعاد لعامل الاستسقاء كيفية وقف هذا التفاعل.
وعامل الاستسقاء هو أحد البروتينات الثلاثة السامة لمرض الجمرة الخبيثة التي تتفاعل سويا، وهو الجزء المفقود من اللغز الذي يوضح عمل هذه السموم القاتلة. كما أن هناك عامل استسقاء آخر لبروتين يؤدي إلى وصول سوائل للرئة وهو فتاك في حد ذاته. ويزيد عامل الاستسقاء إلى جانب مادتين سامتين أخريين وهما مولد المضاد الوقائي والعامل الذي يزيد من قدرة المرض على الفتك بالمصاب.
ويحمي مولد المضاد الوقائي النوعين الآخرين من تأثير الجهاز المناعي في الجسم ويسمح لهما بدخول الخلايا المستهدفة. ويدمر العامل المهلك خلايا جهاز المناعة، وعندما تموت الخلايا تؤدي إلى رد فعل في الجسم يمكن أن يحدث صدمة تفضي إلى الوفاة. وتوفي خمسة مرضى وأصيب العشرات بعدوى المرض بعد تسلم خطابات ملوثة بجرثومة الجمرة الخبيثة بالولايات المتحدة في العام الماضي.